لماذا يفضل أصحاب المساكن العائلات المصرية واللبنانية!!


تبحث عن سكن؟ وترى أمامك الآن عمارة مكتوباً عليها شقة للإيجار؟ طبعاً، ستتصل بالرقم المكتوب على اللافتة أو تسعى لمقابلة الحارس! ولكن للأسف ستصطدم بأن جنسيتك حائل بينك وبين السكن، فصاحب «الحلال» يشترط في المستأجرين أن يكونوا من جنسيات أخرى لسبب أو لآخر.. القبس قامت بجولة على بعض العمارات التي رأى أصحابها أن من حقهم تحديد جنسية من يسكن فيها ورصدت الأسباب على أرض الواقع.


تتنوع الشروط والطلبات التي يطلبها ملاك «الحلال»، بدءاً من تحديد اشتراط حد معين للأولاد، مروراً بالحالة الاجتماعية للمستأجر إلى تحديد الجنسية، فهم يرونها طريقة جنبتهم النقاش الطويل و«المناهدة»، وطمأنتهم إلى عادات من دون أخرى أو خففت عنهم مصاريف زائدة تنفق على مرافق وخدمات العمارة.

ومن خلال الجولة الميدانية، يتضح أن ذلك الأمر الواقع حوّل شوارع وأحياء كثيرة في مناطق، منها حولي والسالمية وبنيد القار إلى أشبه بمواطن صغيرة لهذه الجالية أو تلك، يقطن عماراتها أبناء وبنات بلد واحد، متشابهون في عاداتهم وتقاليدهم وملابسهم وتجمعاتهم ومطاعمهم.


ففي السالمية، شاهدنا لوحات معلّقة عن وجود شقق وأدوار للإيجار في عمارات متفرقة، توجهنا إلى إحداها، والتقينا بحارس العمارة وكان من جنسية عربية، سألناه عن الشقق المعروضة وأسعارها وما الشروط المطلوبة؟ فقال: لدينا 3 شقق معروضة للإيجار، جميعها في الدور الرابع، تحتوي كل واحدة على غرفتين وصالة وحمام، وقيمة إيجارها 275 ديناراً، شريطة أن يكون المستأجر من الجنسية المصرية.

مميزات كثيرة
سألناه مستغربين عن سبب تحديد الجنسية المصرية من دون غيرها، فأجاب: هذه تعليمات صاحب العمارة، فهو يرى أن في عائلات هذه الجالية ميزات كثيرة، بدءاً من قلة عدد أطفالها، وبالتالي لن يكون هناك إزعاج أو فوضى، مروراً بالتزام أفرادها بكل ما نطلبه منهم، سواء في مواقف السيارات أو الخدمات الموفرة، ووصولاً إلى وجودهم أغلبية الأوقات خارج شققهم في مقار عملهم وغير ذلك، فلا يكون هناك ضغط كبير على خدمات العمارة من مياه وكهرباء وغيرهما، عكس الحال لو كانت عائلات كبيرة العدد.

إعلانات التأجير
قمنا بإجراء بحث عن إعلانات تأجير الشقق والأدوار في عدد من مجلات الدعاية والتسويق التي توزع مجاناً في كل المناطق السكنية والاستثمارية، شاهدنا عدداً كبيراً من الإعلانات بمساحات متفاوتة، وكان كل إعلان يضع شروطاً محددة، منها عدد الأولاد وعدد السيارات، إلى جانب تحديد الجنسيات المرغوب بها للتأجير.


اتصلنا برقم، فرد شخص يتحدث اللهجة الكويتية، طلبنا منه توضيح سبب قيام بعض أصحاب العمارات بتحديد جنسيات المستأجرين؟ فقال الذي لقب نفسه بأبو وليد: قبل سنوات، كنا نؤجر لأي عائلة، حتى توزع المستأجرون ما بين كويتيين ومصريين وأردنيين ولبنانيين وهنود على شقق وأدوار العمارة، وظهرت المشاكل مع اختلاف العادات والتقاليد، إضافة إلى تفاوت مستوى المعيشة، فكل يوم تنشب مشادات بين الصغار أو بين الكبار، فقررنا أن نختار مستأجرين من جنسية واحدة، وبالفعل بدأنا ذلك قبل عام تقريباً، وأصبحنا كل ما تخرج عائلة من شقة نشترط أن يكون المستأجر مكانها من الجنسية اللبنانية، وأصبحنا بالكاد نواجه مشكلة أو خلافاً وحيداً في العمارة.

حق قانوني!
ويقول محمد الجميلان مالك عمارة: سنوات، ونحن نؤجر الشقق والأدوار في عماراتنا، مررنا خلالها بدروس كثيرة وتجارب مريرة، فوجدنا المستأجرين مختلفين جداً، فهناك جاليات أغلبية عائلاتها ملتزمة وهادئة، مثل الجاليتين المصرية واللبنانية، حيث مشاكلهما قليلة، والتزامهما بالإيجار كامل، مقابل هناك جاليات واجهنا معها مشاكل كثيرة، من مشاجرات يومية وتأخير في دفع الإيجار وأضرار في خدمات العمارة، ناهيك عن العدد الكبير لأفرادها، فأصبحنا نبتعد عن تأجيرها.

وتابع: هناك قصص كثيرة وحالات مرت علينا وتعبنا منها، فالمستأجر قد يتأخر عن دفع الإيجار ونضطر إلى رفع دعوى قضائية ضده ثم نجده يتلاعب بالقانون، مما جعلنا نضع شروطاً من أجل تجنيب أنفسنا أي مشاكل أو سلبيات، ومنها تحديد جنسية المستأجر، وهذا حق لنا لم يمنعه أي قانون.

عامل نفسي
ومن الملاك إلى المستأجرين، حيث قال سيد محمد من الجنسية المصرية: أنا مستأجر شقة في بناية بحولي، تتكون من 5 أدوار، في كل دور شقتان، والبناية كلها تقطنها عائلات مصرية، عدا شقة واحدة مخصصة كصالون نسائي، ونحن سعداء بهذا، حيث يشعر المستأجرون بأنهم ليسوا في غربة أو بعيدين عن بلدهم، وفي المحيط الذي اعتادوا عليه، حيث يضم تقاليدهم وعاداتهم.

من جانبه، يؤكد خالد هارون أردني الجنسية أن تحديد عمارات كثيرة في مناطق متفرقة جنسيات المستأجرين أثرت كثيراً في تلك المناطق، وتغيرت هويتها وملامحها، بعد أن أصبح تتركز فيها هذه الجالية أو تلك فقط، وعلى سبيل المثال من يتجول في جليب الشيوخ سيرى لوحات وأسماء مطاعم وغير ذلك، كتبت بلغة هندية أو سيلانية، مع انتشار مطاعم الأكلات الآسيوية في شوارعها وأحيائها، وتوافر أزياء وملابس تلك الجاليات الآسيوية في أسواقها بكثرة. 

مناطق تركز الجاليات
قال صاحب مكتب عقارات إن الجالية المصرية أغلبيتها تقطن الفروانية، سواء عائلات أو عزاباً، بينما الجالية اللبنانية في السالمية، والجاليتان الأردنية والفلسطينية في حولي. أما الجالية الإيرانية، ففي بنيد القار، والجاليتان الهندية والبنغالية في جليب الشيوخ، بينما الجاليات من البلدان الأوروبية والأميركية والتي توجد بأعداد قليلة فتتركز في الشعب والفنطاس وأبو حليفة.