اناس آخرون كان لهم الفضل، بعد الله عز وجل، في قيام مؤسسات هذا البلد الطيب، وهم الوافدون ومن مختلف البلدان، من مصر وفلسطين وسورية ولبنان ودول شرق آسيا، فكان منهم المعلمون والمهندسون والدكاترة، اضافة الى تخصصات اخرى، حيث وجدوا في هذا البلد الطيب المعطاء، المأوى والسكن والعمل والراحة النفسية، وهم الآن يشكلون غالبية سكان الكويت، وقد افنوا حياتهم واعمارهم في هذا البلد.
وكما يقولون، لكل قاعدة شواذ، فمن غير المعقول والمقبول تعميم خطأ شخص أو مجموعة معينة على المقيمين كافة من نفس البلد والجنسية، خصوصا في ما يتعلق بالمسائل الانسانية.
أما من يطالب بإقامة مستشفيات خاصة للمواطنين واخرى للمقيمين، فأقول له، هل تقبل أن تتم معاملتك بالمثل عندما تذهب الى بلدانهم؟ نعم، الترتيب والتنظيم مطلوبان، وتحديد الأوقات واعطاء كبار السن، الأولوية، لكن كل ذلك يجب أن يتم في شكل حضاري، وكما يقولون: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
وفي هذا السياق، قامت جمعية «النجاة» ببادرة جميلة حملت شعار «الكويت بلد الإنسانية»، حيث اقامت مخيما طبيا مجانيا لعلاج العمالة الوافدة، في منطقة امغرة، شارك فيه 25 طبيبا من مختلف التخصصات، و30 فنيا وممرضا، وبالتعاون مع «منتدى الاطباء الهنود - ومؤسسة فرايدي فروم كويت».
وقال رئيس فريق الاطباء الهنود، د. فينود جروفر: «نحن نبارك للكويت وأميرها وشعبها هذه الايام، ونحن سعداء لنشارك الكويت فرحتها في يوم الوفاء لنرد لها الجميل، ونساهم مع جمعية النجاة الخيرية في تقديم هذه الخدمة للعمالة الوافدة، وابهرني ان هذا العمل يستفيد منه جميع الناس بمختلف جنسياتهم ودياناتهم، ويعبر عن دور هذا البلد الانساني حيال كل المقيمين على أرضه».
وهذه البادرة الطيبة ليست غريبة على الجمعيات الخيرية وأهل الكويت الذين جبلوا على فعل الخير ومساعدة المحتاجين منذ القدم... حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
akandary@gmail.com