الملحق الثقافي بالكويت: نسعى لبناء صورة جيدة عن المواطن المصري


قال الدكتور نبيل بهجت، الملحق الثقافي المصري بدولة الكويت، إن بناء صورة جيدة عن المواطن المصري له أهمية خاصة، حيث إن لها مردودًا اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا في الفترة الحالية التي تعاني منها الدولة في التركيز على الأخبار السلبية، مما يعطى صورة مغايرة للمواطن المصري، وبالتالي تترك انطباعات سلبية بالخارج، داعيًا إلى ضرورة بث الأمل في المواطن المصري رغم التحديات التي نواجهها حاليا، والابتعاد عن الصور السلبية، مما يسهم في تقوية عزيمة العمل والإصرار لدى المصريين لبناء مستقبل أفضل.




وأشار «بهجت»، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إلى أن اللحظة الحالية هي الأفضل لإصلاح مصر، لأن أي فعل إيجابي يظهر بصورة واضحة وسط هذه السلبيات.

وحذر «بهجت» من صناعة اليأس التي دأبت بعض وسائل الإعلام غير المصرية على صناعتها وتصديرها للمواطن المصرى والتاكيد عليها بصفة مستمرة وبشكل ممنهج لتدمير أمله في مستقبل أفضل، داعيًا إلى القضاء على هذه الخطط من خلال رسالة إيجابية تركز على صناعة الأمل وتقول للمصريين: «إننا قادرون على التغير والتخطيط لمستقبل أفضل وإرساء نظام تعليمي لبناء جيل واعٍ قادر على قيادة مصر لمصافي الدولة المتقدمة».




وأوضح أن استراتيجية المكتب الثقافي خلال عام 2016 تعتمد على بناء صورة جيدة لمصر في الخارج، والتركيز على الاهتمام بالتعليم وإعداد قواعد بيانات للعلماء والأدباء والاستعانة بهم وإعادة طرحهم بشكل جيد، فضلًا عن التعاون مع الدولة والمشاركة في جميع الفعاليات الثقافية بشكل إيجابي.

وأكد ضرورة بناء الخبرة المصرية وإقامة أرشيف وطني للفلكلور المصري، وإنشاء مسرح للاطفال، ما يسهم في نقل الخبرة المصرية في كافة المجالات إلى جانب تبادل الخبرات في المجالات الفنية، في إطار تعزيز التعاون الثقافى بين البلدين، وبما يحقق مصالح الطرفين.

وقال «بهجت»: «إن المكتب لديه تركيز على رفع مستوى تعليم المصريين بالخارج من خلال إرساء قواعد جديدة تم تطبيقها على أبناء الجالية المصرية بالكويت اعتمدت على الاستعانة بمدرسين ذوي مهارات مرتفعة، والقضاء على نظام الغش بين الطلاب، ما أسهم في رفع مستوى استيعاب الطالب».

وأشار إلى أن نظام التعليم بالكويت للجالية المصرية يعتمد على تدريس المنهج المصرى بالكامل في الفترات المسائية، على أن يعقد الامتحان مرة واحدة في العام تحت إشراف السفارة المصرية.

وأكد أن تحسين مستوى التدريس ساهم في زيادة عدد الطلاب المصريين خلال العام الدراسي الجاري «2015-2016»، ليصل إلى نحو 4 آلاف طالب مقابل 3416 طالبًا في العام الدراسي الماضي «2014-2015».

ودعا إلى وضع خطة طويلة المدى لإصلاح منظومة التعليم بداية من الصف الأول الابتدائي، إذا كان الهدف تحقيق نهضة، مشيرًا إلى أن اليابان وسنغافورة ومحمد علي حققوا النهضة لبلدهم من خلال التعليم، واستعان بمقولة أحد التربويين، الذي قال: «إن تقديم تعليم رديء لجيل كاف لتدمير أي بلد».

وأشار إلى أن المكتب الثقافي لديه هدف في تقديم صورة جيدة عن الجالية المصرية، واعتمد ذلك على عدة محاور من خلال تكثيف التواجد الثقافي بعقد الندوات والمعارض، وتكريم كبار الكتاب بالكويت، ما يدعم أواصر العلاقات بين البلدين.

وأوضح أنه تم تنظيم أسبوع ثقافي للثقافة الشعبية المصرية من خلال استضافة 10 فرق شعبية من مصر، بالإضافة إلى فرق مصرية أخرى مقيمة بالكويت، فضلًا عن إقامة معارض للفنون التشكيلية واستضافة أساتذة الفنون الجميلة.

وفيما يتعلق بضرورة زيادة الإنفاق على المكاتب الثقافية بالخارج لتحسين صورة المصريين، قال «بهجت»: «إن الثقافة لا تحتاج إلى ميزانية ولكن تحتاج إلى عقل واعٍ وعزيمة صادقة».

ودعا إلى تأسيس نموذج جيد والتركيز على الجوانب الإيجابية، والتأكيد على الإنجازات مع الاهتمام بالنماذج التاريخية التي حققت المستحيل، مشيرا إلى أن مصر نجحت في إنتاج كوادر بشرية في لحظات صعبة، منهم طه حسين ورفاعة الطهطاوي، وغيرهما من العلماء.